السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النوء: هو وصف الأحداث المناخية ( حر - برد - ريح - مطر ) الواقعة في منازل القمر خلال مدة طلوع نجم المنزلة من المشرق فجراً إلى حين سقوطه في المغرب وطلوع مقابله ( رقيبه ) فجراً. وغالباً ما ترتبط نسبة ( % ) وقوع الظواهر المناخية للأنواء بالمنخفضات الجوية وقرب أو بُعد المنطقة عن خط الاستواء ( المناطق الحارة والمعتدلة والباردة ).
وإبراء للذمة, لزم التنويه والتذكير بأن كل ما صاحب الأنواء من أحوال وظواهر مناخية فهو حتماً يحدث بأمر الله وتقديره وحوله وقوته, وليس لأي جرم سماوي دور أو تأثير في ذلك.
روى الإمام مسلم في صحيحه ( كتاب الإيمان, باب كفر من قال: مطرنا بالنوء ):
* عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ السَّمَاءِ، كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: ( هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ ) قَالُوا: اللهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ( قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ, فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وكَذَا, فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ ).
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ: ( مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ بَرَكَةٍ إِلاَّ أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنَ النَّاسِ بِهَا كَافِرِينَ، يُنْزِلُ اللهُ الْغَيْثَ فَيَقُولُونَ: الكَوْكَبُ كَذَا وكَذَا ).
* عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ( أَصْبَحَ مِنَ النَّاسِ شَاكِرٌ، ومِنْهُمْ كَافِرٌ, قَالُوا: هَذِهِ رَحْمَةُ اللهِ، وقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وكَذَا ), قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ } حَتَّى بَلَغَ { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } سورة الواقعة 75 - 82